ومعاذ رضي الله تعالى عنه -كما هو معلوم- هو أعلم هذه الأمة بالحلال والحرام؛ من حرصه على العلم، وهو الذي يأتي يوم القيامة أمام العلماء برتوة، أي متقدماً بمسافة، فهو إمام العلماء رضي الله تعالى عنه؛ من حرصه على الاستزادة من العلم والخير قبل أن يفارق النبي صلى الله عليه وسلم، ويبتعد عنه.
وقد كان ما توقعه وخشيه؛ فقد قبض صلى الله عليه وسلم وهو هنالك بعيد عنه في اليمن .
قال في هذا الحديث: ( يا رسول الله! أي الأعمال خير وأقرب إلى الله تعالى؟ )، وذكر: أن هذا آخر ما فارق عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهؤلاء هم الناس الذين وفقهم الله، وأنار قلوبهم، وبصرهم، وأعطاهم هذا الحرص وهذا الخير، فكان آخر ما يوادع عليه
أن يسأل عن هذا الأمر العظيم فيقول: ( أي الأعمال خير وأقرب إلى الله؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله ) أي: أن تحسن الخاتمة؛ وذلك بذكر الله تبارك وتعالى، ومن مات كذلك فقد وفق أيما توفيق.